تقول بروفيسور الكيمياء في جامعة أوريجون (ماي نيمان- May Nyman): «للإجابة على هذا السؤال يجب أن نعود إلى الإنفجار الكبير».
أدى الإنفجار الكبير إلى إنشاء العناصر المعروفة في الجدول الدوري، المكونات الأساسية التي بَنَت الكون، لكل عنصر عدد معين من الجسيمات دون الذرية: البروتونات (شحنة موجبة)، النيوترونات (متعادلة الشحنة)و الإلكترونات (شحنة سالبة).
يمتلك الهيدروجين بروتون واحد وإلكترون واحد فقط (وهو العنصر الوحيد الذي لا يحتوي على النيوترون) أبسط العناصر الموجودة في الكون وهذا ما يوضح وجوده بكثرة، تقول نايمان: «يعد الديوتيريوم من نظائر الهيدروجين، حيث يحتوي على بروتون واحد ونيوترون واحد، والترتيوم يحتوي على بروتون واحد ونيوترونين اثنين».
في النجوم تندمج ذرات الهيدروجين لتكون الهيليوم وهو ثاني أكثر عنصر انتشارًا في العالم، يحتوي الهيليوم على بروتونين اثنين، نيوترونين اثنين والكترونين اثنين، يشكل الهيدروجين والهيليوم معًا نسبة 99.9% من المادة المقاسة في الكون.
تقول نايمان :«ومع هذا يتواجد الهيدروجين بنسبة أكبر من الهيليوم بعشر مرات في الكون»، وأضافت «يعتبر الأوكسجين ثالث العناصر المعروفة ويكون حوالي 1000 مرة أقل من الهيروجين، بشكل عام كلما ازداد العدد الذري، قلت وفرة العنصر في الكون».
نسبة مكونات الأرض تختلف عن نسب مكونات الكون، مثلًا الأوكسجين هو العنصر الأكثر وزنًا في قشرة الأرض، يتبعهُ السيلكون، الألمنيوم ثم الحديد (وفقًا لموقع HyperPhysics التابع لجامعة جورجيا).
يعتبر الأوكسجين هو العنصر ذو النسبة الأكبر في جسم الإنسان، يليهِ الكربون والهيدروجين.
قالت البروفيسور نيمان: « يلعب الهيدروجين دورًا مهمًا في جسم الإنسان، الأواصر الهيدروجينية تعطي الحمض النووي (DNA) وتساعد المعدة وبقية الأعضاء على المحافظة على معدل الحامضية والقاعدية (PH)، إذا أصبحت المعدة قاعدية جدًا سيتحرر الهيدروجين من أواصرهِ، أما إذا أصبحت حامضية جدًا فسيرتبط الهيدروجين لتقليل الحامضية».
بالإضافة إلى ذلك بسبب الهيدروجين فإن الجليد يطفو فوق الماء لأن الأواصر الهيدروجينية تدفع الجزيئات المائية المتجمدة عن بعضها فتقلل الكثافة.
في العادة المواد أكثر كثافة في حالتها الصلبة عما تكون عليه في حالتها السائلة، الماء هو المادة الوحيدة التي تكون أقل كثافة في حالته الصلبة.
مع ذلك يمكن أن يكون الهيدروجين خطرًا، فتفاعل غاز الهيدروجين مع الأوكسجين أدى إلى كارثة تحطم منطاد (هيندنبورغ-Hindenburg) التي قتلت 36 شخصًا في عام 1937، بالإضافة إلى القنابل الهيدروجينية التي يمكن أن تكون مدمرة بشكل لا يصدق على الرغم من عدم استخدامها كسلاح حتى الآن.
حيث قالت نيمان :«أثبت ذلك في الولايات المتحدة، اتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفيتية، بريطانيا العظمى، فرنسا والصين في الخمسينات من القرن الماضي».
القنابل الهيدروجينة تشبه القنابل النووية، حيث تستخدم مجموعة من الاندماج والانقسام النووي لتسبب الدمار، الموجات الصادمة وموجات الانبعاثات النووية عند التفجير».
محمد عامر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق