إن هذه الدراسة، والتي نشرت في مجلة Molecular Psychiatry في 7 آذار، هي الأولى التي تسجل وجود تغيرات بنيوية في القشرة المخية خلال العلاج الدوائي للاكتئاب وهي الأولى التي أعطت دليلًا يتمثل بتجارب داخل الجسم الحي -in vivo-على وجود مرونة في البنية التشريحية للنسيج العصبي لدماغ الإنسان.
يقول بيتيرسون Peterson مدير معهد تطوير الدماغ في CHLA: “تقترح اكتشافاتنا أن زيادة ثخانة القشرة الدماغية هي استجابةٌ عصبية تعويضية تساعد على تقليل شدة أعراض الاكتئاب” ويضيف: “يملك المرضى الذين لا يتناولون الأدوية قشرةً أكثر سماكة، وكلما زادت ثخانتها كانت أعراض الاكتئاب أقل”.
يقلل العلاج بالأدوية بعد ذلك من شدة الأعراض، ويقلل ذلك بدوره الحاجة للمعاوضة البيولوجية في الدماغ، لذلك تصبح قشرتهم أكثر رقةً مشابهه لما هي عليه عند الناس السليمين”.
تم إجراء فحوصات دماغ تشريحية قبل التجربة ومجددا بعد مدة 10 أسابيع من الدراسة عند 41 مريض اكتئابٍ مزمن، بينما فُحص 39 متطوعٍ سليمٍ لمرة واحدة فقط. أجريت هذه الدراسة على مرضى بالغين عولجوا في جامعة كولومبيا.
أُعطي المرضى بشكلٍ عشوائي duloxetine وهو دواء مثبط لإعادة التقاط السيروتونين والنورإيبينفرين بشلك إنتقائي، أو دواء وهمي (placebo).
خلال التجربة، لوحظ لدى المرضى الذين أعطوا الدواء الحقيقي تطوراتٍ هامة في الأعراض بالمقارنة مع المرضى الذين أخذوا الدواء الوهمي، بحيث انخفضت سماكة القشرة الدماغية لدى المعالجين بالدواء الحقيقي، لتشبه سماكتها تلك التي عند الأشخاص الطبيعيين بينما أظهر المعالجون بالدواء الوهمي ثخانة طفيفة بالقشرة كمعاوضة لأعراضهم الحالية.
وتقترح هذه الدراسة أهداف بيولوجية جديدة لعلاج المصابين باضطرابات نفسية عصبية.
يوسف عامر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق